نقدم لكم عبر موقع “نص كم” علوم تكنولوجية محدثة باستمرار نترككم مع “علماء يكشفون النقاب عن طريقة تواصل الحضارات الفضائية مستقبلا مع الأرض”
وكشفت الدراسة الجديدة بقيادة فريق من جامعة مانشستر وجامعة موريشيوس، أن الحضارات خارج كوكب الأرض يمكنها رسم خريطة لكوكبنا باستخدام إشارات من أبراج الهواتف المحمولة، والتي نما عددها بشكل كبير على مدار الثلاثين عاما الماضية.
واستخدم العلماء بيانات من مصادر جماعية لمحاكاة التسرب الراديوي من أبراج الهواتف المحمولة، لتحديد ما يمكن أن تكتشفه الحضارات الفضائية من مختلف النجوم القريبة، بما في ذلك نجم بارنارد، على بعد ست سنوات ضوئية من الأرض.
وتقول الدراسة إن الحضارات الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية فقط هي التي ستكون قادرة على اكتشاف المستويات الحالية لتسرب إشارات الراديو من أبراج الهواتف المحمولة من الأرض. ومع ذلك، نظرا لأن معظم الحضارات الفضائية من المحتمل أن يكون لديها أنظمة استقبال أكثر حساسية، وبينما نتحرك نحو أنظمة نطاق عريض أكثر قوة على الأرض، فإن إمكانية اكتشاف البشر من قبل الكائنات الذكية الأخرى ستزداد أكثر فأكثر.
وتعد أبراج الهواتف المحمولة الآن ثاني أقوى مصدر لتسرب موجات الراديو من الأرض، بعد عمليات إرسال الرادار العسكرية فقط، متفوقة بذلك على محطات الإذاعة والتلفزيون التجارية في القرن العشرين.
ويصدر كل برج إشارة لاسلكية بقوة 100-200 واط، ما يعادل ذروة التسرب الكلي لأربعة غيغاواط من كوكبنا، وفقا لعلماء جامعة موريشيوس وجامعة مانشستر.
وهذا يعني أنه إذا كان لدى الحضارات الخارجية تلسكوب لاسلكي يعادل مصفوفة الكيلومتر المربع (SKA) التي يتم بناؤها عبر جنوب إفريقيا وأستراليا ومن المقرر الانتهاء منها بحلول عام 2028، فيجب أن يكونوا قادرين على اكتشاف نشاط الجيل الرابع للشبكات الخلوية (4G) الخاص بنا.
ووجدت الدراسة الجديدة أنه بالنظر إلى أن هذه التكنولوجيا تحصل على دفعة إلى الجيل الخامس للشبكات الخلوية (5G)، بالإضافة إلى أخذ تسرب الراديو من الهواتف المحمولة الفردية نفسها في الاعتبار، فسيكون الأمر أسهل.
وأوضحت الدكتورة ناليني هيرالال-إيسور، الباحثة من جامعة موريشيوس: “أعتقد أن هناك كل فرصة لوجود حضارات متقدمة هناك وقد يكون البعض قادرا على مراقبة التسرب اللاسلكي من صنع الإنسان القادم من كوكب الأرض”.
ومع ذلك، فإن الكائنات الفضائية يجب أن تكون في عالم لا يتجاوز ثماني سنوات ضوئية من الأرض لجعل ذلك ممكنا، كما يقول العلماء، ولكن إذا كان لديهم فقط تلسكوب مكافئ في القوة لتلسكوب “جرين بانك” الحالي في ولاية فرجينيا الغربية، فإن اكتشافنا سيكون غير مرجح.
كما أن مكان وجودهم في السماء سيكون عاملا أساسيا أيضا. ونظرا لأن غالبية أبراج الهاتف المحمول تقع في نصف الكرة الشمالي، فإن كوكبا به حياة نظرية خارج كوكب الأرض في سماء نصف الكرة الشمالي سيحصل على إشارة أقوى من تلك الموجودة في نصف الكرة الجنوبي.
وذلك لأن الأبراج المتنقلة تبعث معظم طاقتها الراديوية بالتوازي مع سطح الأرض، ما يعني أن الإشارة تكون أقوى عندما ترتفع أو تتخطى الأفق، كما يُرى من عالم غريب محتمل.
وقال البروفيسور مايك جاريت، قائد فريق المشروع ومدير مركز غودريل بنك للفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر: “على الرغم من حقيقة أن لدينا عددا أقل من أجهزة الإرسال التلفزيونية والإذاعية القوية اليوم، إلا أن انتشار أنظمة الاتصالات المتنقلة حول العالم أمر عميق. وفي حين أن كل نظام يمثل طاقات لاسلكية منخفضة نسبيا على حدة، إلا أن الطيف المتكامل من مليارات هذه الأجهزة كبير”.
وتشير التقديرات الحالية إلى أنه سيكون لدينا أكثر من 100 ألف قمر صناعي في مدار أرضي منخفض وما بعده، قبل نهاية العقد.
وإذا استمر هذا الاتجاه، فيمكن أن يصبح من السهل اكتشافنا من قبل أي حضارة متقدمة باستخدام التكنولوجيا المناسبة، بحسب جاريت.
وعلى الرغم من أن حضارة خارج كوكب الأرض لن تكون قادرة على الاستماع إلى محادثاتنا، إلا أن الدراسة كشفت أن الكائنات الفضائية ستظل قادرة على اكتشاف الكثير من الأشياء الأخرى حول الأرض، بما في ذلك دوران الكوكب والميل المحوري.
وسيكونون قادرين أيضا على قياس توزيع الأراضي لدينا ومراقبة كيفية تغير مستويات السكان في جميع أنحاء العالم بمرور الوقت.