نقدم لكم عبر موقع “نص كم” علوم تكنولوجية محدثة باستمرار نترككم مع “الثقوب السوداء فى مكان أقرب إلى الأرض .. مختبئة على بعد 150 سنة ضوئية”
ووفقا لما ذكرته صحيفة ديلى ميل البريطانية، تُعرف مجموعة النجوم باسم العنقود المفتوح Hyades، وتشترك في نفس العمر ومكان المنشأ والخصائص الكيميائية والحركة عبر الفضاء.
ولعل السبب وراء اختيار الباحثين لـ Hyades، الذي يُعتقد أن عمره حوالي 625 مليون سنة، هو أنه يحدث المزيد من التصادمات والاندماجات في البيئات المكتظة بالمجموعات المفتوحة، وهذا بدوره يفسر سبب توقع وجود الثقوب السوداء هناك أيضًا.
ولعل المشكلة هي أنها لا تعطي أي ضوء إلا إذا كانت تلتهم المواد النجمية، لذلك قد يكون من الصعب العثور عليها، لذلك قرر تورنيامينتي وفريقه اتباع نهج غير مباشر.
وأجروا نمذجة حركات الكتلة والنجوم بمساعدة بيانات من مرصد جايا الفضائي، الذي يرسم حاليًا خرائط ثلاثية الأبعاد لمواقع وسرعات النجوم في درب التبانة.
أجرى الباحثون سلسلة من عمليات المحاكاة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إعادة إنتاج ما كانت جايا تنظر إليه، ووجدوا أن عمليات المحاكاة الأكثر تطابقًا مع كيفية ظهور المجموعة هي تلك التي تضمنت ثقبين أو ثلاثة ثقبين أسودين.
قال تورنيامينتي: “لا يمكن لعمليات المحاكاة لدينا أن تتطابق في نفس الوقت مع كتلة وحجم المجموعة النجمية إلا في حالة وجود بعض الثقوب السوداء في مركز العنقود اليوم (أو حتى وقت قريب).”
وعلى الرغم من أن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد مكان وجود الأجسام الغامضة بالضبط داخل مجموعة النجوم، إلا أنهم قالوا إنه من المحتمل أن تكون الثقوب السوداء إما لا تزال في العنقود نفسه أو تم طردها قبل أقل من 150 مليون سنة.
ولكن على الرغم من أنه يُعتقد الآن أن هذا العنقود هو موطن لأقرب الثقوب السوداء إلينا، فليس لدينا ما يدعو للقلق على الأرض، وذلك لأن أسرع ما يمكن أن يتحرك به أي من هذه الثقوب السوداء هو حوالي 1.8 ميل/ثانية (3 كم/ثانية)، وهي السرعة التي حتى لو كانت تتجه في اتجاهنا ستستغرق وقتًا طويلاً للغاية للاقتراب من كوكبنا.
ومع ذلك، من المأمول أن يساعدنا هذا الاكتشاف على فهم أفضل لعدد الثقوب السوداء الكامنة في الظلام في جميع أنحاء مجرة درب التبانة، والتي تشير التقديرات إلى أنها موطن لما يتراوح بين 10 ملايين ومليار من هذه الأجسام.
وقال عالم الفيزياء الفلكية مارك جيلز، من جامعة برشلونة: “تساعدنا هذه الملاحظة على فهم كيفية تأثير وجود الثقوب السوداء على تطور العناقيد النجمية وكيف تساهم العناقيد النجمية بدورها في مصادر موجات الجاذبية”، مضيفا “تعطينا هذه النتائج أيضًا نظرة ثاقبة حول كيفية توزيع هذه الأجسام الغامضة عبر المجرة.”